تربية السلاحف البرية
العناية بالسّلاحف البريّة
إنّ السّلاحف البريّة هي إحدى الحيوانات الأليفة التي
يستطيع أيّ شخص أن يقوم بتربيتها في المنزل ليستمتع بها ويُلاعبها، فهي حيوانات
مُسالمة؛ حيث إنّها لا تحملُ خطراً على الإنسان، وتتميّز بعمرها الطّويل، ولا
تتسبّب بالأذى للممتلكات أو البيوت باعتبارها كائنات هادئة وصغيرة الحجم ولا تشكل
عائقاً. بالرّغم من ذلك، فإنّ تربية السّلاحف في المنزل تتطلّب حرصاً وحذراً
كبيرَيْن من أجل السّلاحف نفسها؛ فكثيراً ما تتعرّض السّلاحف لمشاكل صحيّة خطيرة
وتموت عن عُمر قصير عندما يقتنيها الإنسان كحيوانات أليفة، وتعتبر حيوانات حسَّاسة
نحو الظّروف البيئيّة المُحيطة بها، ولذا فإنّ تربيتها في بلدٍ أو منطقة مناخيّة
تختلفُ عن بيئتها الأصليّة قد يضع حياتها بخطرٍ شديد، وقد يكون الحفاظ على صحّتها
صعباً
مكان الاحتفاظ بالسّلاحف
بصورة
طبيعية تحتاج السّلاحف البريّة الأليفة (وخصوصاً عندما تكون من منطقة البحر
المُتوسّط مثل السّلحفاة اليونانيّة) إلى تربيتها داخل وخارج المنزل في الآن ذاته.
تحتاج السّلاحف إلى مساحة واسعة لتتحرَّك فيها، حيث إنّ صحّتها تتدهور بسُرعة لو
بقيت حبيسة داخل الأقفاص البلاستيكيّة الصّغيرة المُعتادة. بشكل عام، لا يُنصَح
باقتناء السّلاحف في حال عدم القدرة على توفير مساحة خارجيّة لها في الحديقة أو ما
شابه، مع الحرص على إدخال السّلحفاة إلى المنزل عندما يسوء الطّقس، مثل الأمطار
القويّة، أو الرّياح، أو العواصف الرمليّة
الإضاءة والتّدفئة
تحتاج السّلاحف إلى حوالي 14 ساعةً من الضّوء
والحرارة يوميّاً، لو لم يكُن من المُمكن توفير ذلك لها من ضوء الشّمس فيُمكن
استعمال الأضواء الصناعيّة الخاصّة بالأقفاص. في حال الاحتفاظ بها ضمن طقسٍ بارد
على نحو خاصّ أو في بيت غير مُدفّأ فقد يكون من المُهمّ جداً توفير التّدفئة
الخاصّة بالقفص لها
الطّعام
تحتاج السّلاحف البريّة أيضاً إلى غذاءٍ جيّد،
وتفاصيل الطّعام والعناصر الغذائيّة التي تحتاجها قد تكون شديدة التّعقيد، إلا أنّ
الصّفة العامّة التي تحتاجها هذه الحيوانات في طعامها هي احتوائه على الكثير من
الألياف الغذائيّة مُقابل كميّات ضئيلة من البروتينات والدّهون والسُكريّات. هذا
يعني أنه يجب تجنّب إطعام السّلحفاة أيّ نوع من البقوليّات (مثل الفول والحمص
والبازيلاء)، وكذلك تجنّب إعطائها طعام الكلاب والقطط الجاهز؛ فقد يكون مُضرّاً
جدّاً بصحّتها. الغذاء الصّحيح للسّلاحف هو الأوراق الخضراء والأزهار، فهذا هو
طعامها الطبيعيّ في البريّة، ويجب الحرص على عدم إعطائها أيّ نوع من الخضراوات أو
الفواكه أو أطعمة الإنسان
أنواع السّلاحف البريّة
تنقسم السّلاحف البريّة إلى حوالي خمسين نوعاً، لكن
التي يتم اقتناؤها كحيوانات أليفة في العادة هي عدّة أنواعٍ فقط، أهمّها ما يأتي:
السّلحفاة اليونانيّة
تعيش
في مُعظم أرجاء العالم العربيّ، وهي مُنتشرة إجمالاً على سواحل البحر المُتوسّط
والبلدان المُحيطة به. يبلغ طولها حوالي 18 سنتيمتراً، وتتواجد في الأحراش
والمزارع والغابات الطبيعيّة. تُعتبر هذه السلحفاة أليفةً ورائجةً في محال
الحيوانات.
سلحفاة هرمان
تعيش في جنوب أوروبا، وهي واحدة من أكثر السّلاحف
انتشاراً في محال الحيوانات الأليفة. يصلُ طولها إلى حوالي 25 سنتيمتراً، وهيئتها
الخارجية شبيهة إلى حد ما بالسّلحفاة اليونانيّة.
سلحفاة النّمر
تعيش في جنوب أفريقيا والسّودان، تمتازُ ببقع فريدة
على ظهرها تشبه رقط النّمر إلى حدّ ما. حجمها كبير؛ فقد يصلُ إلى نصف متر.
السّلحفاة الروسيّة
موطنها الطبيعيّ في جنوب روسيا ووسط آسيا، يبلغ طولها
حوالي 20 سنتيمتراً، وتعتبر مُناسبةً لمُقتنِي السّلاحف الجدد.
التّمييز بين السّلحفاة الذّكر والأنثى
التّمييز بين السّلحفاة الذّكر والسّلحفاة الأنثى سهل
بالإجمال، ويمكن للإنسان غير الخبير القيامُ به بكفاءة جيّدة. قد تختلفُ الفروقات
بين السّلاحف الأنثى والذّكر قليلاً بين كلّ نوع من السّلاحف البريّة، لذا يُستحسن
الحصول على تعليمات دقيقة بخصوص التّمييز بين جنسَي النّوع المطلوب وليس الاكتفاء
بالإرشادات العامّة. أيضاً عندما تكون السّلاحف صغيرة الحجم قد لا يكون من السّهل
تمييز جنسها، إذا كان طولها حوالي 6-7 سنتيمتراتٍ فإن ذلك يجعل التعرّف عليها أصعب
بصورة عامة، الطّريقتان الأساسيّتان لتحديد جنس السّلحفاة هُما كما في الآتي:
طول الذّيل:
للذّكر
ذيل طويل وغليظ، وفتحة الإخراج الخاصة به تكون عريضة وذات شكل طوليّ، أما ذيل
الأنثى فهو قصير جدّاً وفتحة الإخراج الخاصّة بها تكون مُستديرةً أكثر وضيّقةً.
بصورة عامّة، فإن هذه السّمة واضحة جدّاً في السّلاحف البريّة البالغة، إلا أنّها
قد لا تكون فعالةً على السّلاحف الصّغيرة في السنّ أو غير النّاضجة جنسيّاً، فهذه
تكون ذيولها قصيرةً دائماً سواء كانت ذكوراً أم إناثاً، وقد لا يكون التّمييز
بينها مُمكناً لغير الخبير.
شكل الصّدفة:
من المُمكن أن يكون لدى ذكور السّلاحف -في معظم
الأحوال- تقعُّر تسهل ملاحظته في السّطح السُفليّ للصّدفة، وأمّا الإناث فتكون
أصدافها مُسطّحةً تماماً من الجهة السّفلى، وقد يكون هذا تكيُّفاً تطوّرياً ليساعد
الذّكر أنثاء عملية التّزاوج. ومثل الحالة السّابقة، فإنّ هذه السّمة لا تكون
واضحةً لدى الصّغار؛ حيث إنّ السّطح السُفليّ للصّدفة يكون مُسَطَّحاً لديهم
دائماً بغضّ النّظر عن الجنس